الأربعاء، يوليو 13، 2022

ما أَصْبَرَه حفظَهُ الله ونَصَرَه

ما أَصْبَرَه حفظَهُ الله ونَصَرَه

سبتة : مصطفى منيغ

تقديس الوطن تربية وأخلاق ترعرعنا على فضائلها مذ كان الوطن وطناً ، فما عسانا تسجيله عمَّن انحازوا لجعله وعاء انتعاشٍ لطموحاتهم غير المشروعة هدفاً (حسب نفاقهم السياسي)  وازِناً ، غير ما يَحْياهُ في كآبةٍ طالَ أمدها وقد تشتَّتت تلك القيم بين مواسم تبكي زمناً ، كان المغرب فيه منارة خُلقٍ حميد ومنبع رأيٍ سديد ومدافع عن كرامته ببأس شديد لا مكان فيه لمن اتخذَ الجِّد بُهتاناً ، ولا حَكَمَ بالبراءة على مَن اغتصبَ أو قام بجُرم الزنا ، ولا مَن ضربَ صارخا بالحق عن رأي حر لتحويل صاحبه شيئاً عديم القيمة مُهاناً.

اليوم تآكلت تلك القدسية لُتقاس أخرى على مِقياس أشخاصٍ لا يهمهم مثل التخريف (كما يدَّعون) بل لا يقيمون لمصدره وَزناً ، تربعوا باسم القداسة على أحسن ما في المغرب أرضاً كانت أو ثغور بحرين أو أجزاء ضفتي نهر أو ما تحويه خزانات مِمَّا صداه رَنَّاناً ، يلمع كالماس فَاقِع اصفراره كالذهب المُغلّف (للتمويه) بالنحاس عند تهريبه ولا أحد غيرهم في الساحات العمومية الرسمية أو الخاصة  له مَكاناً .

الكل فقد طبيعته لا الشوارع منظمة ولا الحدائق بنجوم الأرض مفعمة ولا أسوار واقية غير مُكسَّرة حتى الأشجار هرب عنها اخضرارها فبدت كالسائل عَوْناً ، والمقصودة مدينة "فاس" عاصمة العلم في المغرب وكما يزيدون عليها أم الحضارة اعترافا لها ولمقامها عِرفاناً ، ضاع كل ذلك لتعود أسوأ مما بدأت حينما كانت ترى في جارتها "صفرو" المدينة الراقية قوماً ومَسكَناً. ... فَسُدَت "فاس" لتلتحقَ بتهميش ما هو شائع فيها كالصناعة التقليدية وعدم القدرة على تخطيط نماء متدرّج نحو الأفضل بتنسيقٍ مع وجود جامعة مبدعة تساير كفاءة طاقاتها البشرية ولا تنساق خلف السياسة التعليمية الحكومية المُتَجهة نحو الفلاس المبين شكلاً ومضمونا.

... "فاس" تُتَّخذ الآن مدخلا لانحطاط عصر يسرِي مفعوله على باقي المدن ابتداء من "وجدة" لغاية "طنجة" لأسباب قابلة للنشر بما تتطلَّبه من توضيحات مسهبة لا شك في مصداقيتها نَبعاً وبيانا ، إذا رأينا " فاس" من علو سمائها تعَجَّبنا ، من هول حقائق منها تلك الأراضي وما تكوِّنه من مساحات مُستغلَّة من طرف أصحاب النفوذ العليا منصباً ومكاناً ، وأيضا ما تنتجه المُشاهَدُ بوفرةٍ في دكاكين وأسواق المدينة أصنافا لها في ضيعات قريبة مقراً وعنوناً ، معرجين على "صفرو" لنقف وما شُيّدَ من أجله سد "علال الفاسي" لتيقنا ، أن المحصول المادي يُصرفُ خارج "فاس" ولا يُترك منه قيد أنملة بل يرحل مستوراً مُصاناً، حتى مسبح "عين الله" المُغطَّى التابع لجماعة "سَبْعْ رْوَاضِي" القروية أُنجِز بقرض لا زالت الجماعة منهمكة في رده لسنوات طوال ضغطا وامتحانا ، قس على ذلك ما أسِّست عمالة " إقليم (محافظة) مولاي يعقوب (الكائن مقرها بمدينة "فاس" ذاتها) ، لتكون مصارف أي تشييد أو إصلاح أو صيانة من ميزانيات هذه المؤسسة التنفيذية بجماعاتها القروية والحضرية  التابعة لوزارة الداخلية .

الحاصل في "فاس" يبقى النَّموذج المهم لما ينطبق على العديد من المدن الكبرى بل وما يُطبَّق عليها من مص واضح لخيرات وُضعت في قائمة المنفعة الخاصة لنفس ذوي النفوذ البالغة ثروتهم ما يكفي ويزيد بكثير عن حاجيات المملكة المغربية من أموال تغطى مديونتها الخارجية بالكامل ، وتوفر لكل تلك المدن ما تتطلبه من استثمارات تُلحقها بأرقى المدن العالمية ، بل وتقضي على البطالة القضاء المبرم وفي كل التخصصات ، وتشييد من الجامعات العمومية ما يغطي الطلب عليها من أبناء الشعب المغربي قاطبة ، وتوفير المستشفيات العاملة على تمثيل أجهزة الاستشفاء ذات القيم المعتبرة والمقاييس المطلوبة في كل الحواضر والقرى النموذجية ستكون بمثل الوضعية ، وهكذا نضع اليد على من يؤخر المغرب ويقدم نفسه ، بل من يولِّد الفقر والمآسي الاجتماعية الخطيرة ، ومن يزكِّي  غِناه المُهول . طبعا العالم من حول المغرب يعلم بذلك ويقدِّر صبر الشعب المغربي العظيم ، ولن يسكت متى آن الأوان لوضع كل في الموقع الذي يستحقه ، إذ عصر استرجاع الشعوب حقها في حكم نفسها بنفسها أصبح ضرورة تلوِّح بفرض وجودها قريبا . فما اصبر هذا الشعب المغربي حفظه الله ونصره وأيد الباري الحي القيوم ذو الجلال والإكرام كل خطوة يرقى بها سلم تحقيق ما يطمح اليه داخل وطن ، الركوع للبشر يُحرَّم بواسطة دستور مُعدّ من طرف حكماء الشعب وليس من بعض زعماء حُكامِ هذا الشعب . 

مصطفى مُنيغْ

سفير السلام العالمي

الأحد، يونيو 19، 2022

المَغْرِب الأَحْسَن فيه كئيب

 

المَغْرِب الأَحْسَن فيه كئيب

سبتة : مصطفى مُنِيغْ

أحسن ما في المغرب المغاربة الشرفاء ، وأحسن ما في هؤلاء المغاربة صبر الحكماء ، لحدِّ احتمال الشدَّة على أمل حلول انفراج الرخاء ، إذ منذ استقلال البلاد وأغلبية العباد من أفقر الفقراء بسبب مثل الصبر في الضراء ، المتكرِّر عن قيمة موروثة مرحلة بعد أخرى إلى أن انحصر مثل السخاء ، فيمن استوطن اليأس دواويرهم المُهمَّشَة وحقوقهم المُهَشَّمَة وأوراق تعارفهم الهشَّة الدالة فقط عن مقامهم تحت نفس العلياء. وهل أحسن ممَّا ذُكِر غير إضافة كل أشكال عدم الحياء ، المميِّز في السياسات المُتَّبعة من عقود تصرفات حكامٍ أدخلوا ما عداهم فضاء الغباء ، المتواصل كالدائرة المتدحرجة بهم مهما كان المستقبل محمَّل بأضعاف النقط السوداء ، الجاعل عِلَّة الخصاص من ظواهر وأسس البقاء ، على نفس المستوى مهما تجدَّد الإجراء ، المبتكر لإيهام العامة أن القادم  باسط ايجابيات النماء ، والواقع بعد فترة يعيد الواعين لأطول إغماء ، يوصل حاضرهم بما مضى على سواهم من ملايين الأشقياء ، الذين تجرعوا الوعود من خمسين سنة معززة بعشرين أخريات حَصَّنَها الظلم الاجتماعي على يد قلة من الأثرياء الأقوياء .

الأحسن ما في المغرب الأرض الخصبة المعطاء ، وأحسن هذه الأرض بحوزة المحظوظين المختارين كزعماء ، مهامهم تقضى تمتّعهم دون بقية الخلق بأمثل رخاء ، اشتغلوا أو ارتاحوا للأمر والنهي  المهم مقامهم يكفي لإسكات المنادين في الأرياف والحواضر بالتوزيع العادل للثروة الوطنية  المدبرة كالعادة في الخفاء .

الأحسن ما في المغرب الحكومة الحالية  المدافعة الوفية على مصالح غير المحتاجين لأي شيء أو حتى لأي أحد يدافع عنهم ما داموا أصحاب القدرة على دفع الملايين لتقبُّل أي شيء بصمت النكساء .  حكومة تحكم عن غير هواها وإنما عن أي هواء ، يهب من ناحية مفقودة فيها المشاركة في الكلام هي نَعَم وحاضر والسلام ومباشرة للتنفيذ بعد تقديم فروض الطاعة في إتقان عملية الانحناء ، الزيادة في الأسعار بدل الزيادة في ضرب المتظاهرين والتنكيل بالأطفال والمسنين والنساء ،  حتى المحروقات ملايير مبيعاتها تدخل لجيبي رئيس الحكومة وليس للغرباء ، أليس في هذا محافظة على الأموال لتظل بين يدي المغاربة خدام هذه الدولة الشريفة من الفضلاء ، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله العلي القدير الحي القيوم ذي الجلال والإكرام يسبِّح بحمده مَن في الأرض والسماء .

 الأسوأ ما في المغرب الاندماج في صمت المُبعَدين عن مزاولة حقوقهم كبشر مهما كانت الظروف سانحة بقوة القوانين المعمول بها وليس منة من أحد أو أغلى عطاء ، الأسوأ في تركيب معادلة مؤسسات الديمقراطية معطلة داخلها والتباهي أمام الخارج أن البلد آمِنٌ والسِّلم الاجتماعي قاعدة وليس باستثناء ، الأسوأ ما تشهد به الحقيقة عن انعدام المساواة وإزهاق الحق والتمادي في تدبير الشأن العام ونشر ثقافة الإقصاء ، الأسوأ أن الفلاحة لم تعد فلاحة إلا وجماعة محتكرة منافعها بما يؤكد أن الاستغلال حاصل في الميدان وخارج تلك الجماعة ليصرخ مَن يشاء ، فلا أحد سينصفه لكن مهما طال الزمن سيعود المغرب لأصحابه  المخلصين لأصلهم ولمن سبقوهم من أجيال المعارك الكبرى (كوادي المخازن) أوفياء .

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

الأحد، سبتمبر 26، 2021

كالأمْس، غداً تشرق الشَّمْس


كالأمْس، غداً تشرق الشَّمْس

بروكسيل : مصطفى منيغ

ما استمرَّ نظام حُكمٍ الشَّعب غاضب عليه ، كالحاصل الآن في الجزائر واليمن ولبنان وسوريا والعراق وفلسطين والسودان وأفغانستان والقائمة تطول عبر العالم داخل قَرّاته ، الاحتجاجات متواصلة وسجون الجزائر مزدحمة بالمحكوم عليهم جوراً من أبناء شعب المليون ونصف المليون شهيد لمجرَّد وقوفهم في مواجهة جبروت جماعة من قادة جيش أُحِيلَ بتوجيههم على محاربة أهله ، وكأنهم من كوبٍ آخر لا يهمُّهم بشر مكدَّس في دولةِ الفقرِ والجزائر كبلدٍ من أغنى بلاد العالم لو وُجِد مَن يُحسن تدبير شؤونه ، فأي ظُُلم أشرس ممَّا يُمارس منذ سنوات على شعبٍ دون أن يُواجه بما  لعبرةٍ يحوّله ، تُتّخَذ لتربية مَن يتحمَّلون مسؤولية حُكمِ شعوبٍ لا تَقِلّ قهراً عمَّا يتعرّض له الشعب الجزائري للأسف الشديد فوق أرضه . الدموع مُشكلة أنهار تُسكَب من مأقى اليتامى والأرامل والمسنِّين ورثة الشهداء الأبرار الذين أرادوا للجزائر الحرية والكرامة والعزة والسؤدد فإذا بها مبتلية بأصحاب البطون التي لا تشبع والتصرفات لأحَدٍ لا تنفع وللثروات بالنهب المُمنهج لذاتها تجمع وليُترَك الباقي لمصيره ، متشرداً حياً/ مَيِّتاً لا يقْوَى على محاربة أعدائه ، مِن جنرالات آخر زمن كبروا على مصِّ لبن فرنسا الاستعمارية لتتبناهم وتقذفهم للتّنغيص على شعبٍ جزائريّ أصيلٍ ما أشقاه بهم .

... السودان ، المُصاب بتجهّم الزمان ، بوجود سلطةٍ لا تُراعي حقَّ الشعب مهما كان الميدان ، كحرفٍ من حروفِ عَِّلةٍ تُمَيِّزُ بأَجْوَفِ فعْلِ "كان"، آخر إبداعاتها "انقلاب" لتحويل غضب الرأي العام لمسار الانتباه لخارج ملعب فرسان ، يتسابقون لاستغلال ما كُلّفوا بانجازه سراً من طرفِ الأمريكان ، لا تهم "شيوعتهم" ما دامت عير تابعة لا لروسيا ولا للصين وعقيدتهم غير خاضه لا لمكّة ولا للفاتيكان ، جماعة من "العسكريين" وجدوها سانحة للسطو على مناجم الذهب وما قد يعثروا عليه بالسَّاهل من لؤلؤ ومرجان ، كأن السودان أمام من يفرغها من رزق شعبها المصابة طليعته بالخذلان ، اعتقل الخوف بعض من أبطالها الشجعان ، والباقي داهمتهم موجة الصمت لتمنع اتصال يشعلها ثورة مجيدة لإنقاذ أشرف وطن ، أرادوا بالانقلاب توريط المخابرات المصرية بإيعاز من دولة عربية تموّل مثل المؤامرات لتتربع فوق رؤوس ما تسميهم بأقرب الخلان ، لتقتسم معهم خيرات نفس المكان ، الذي تحكمه معهم بدهاء فاق مكر الشيطان .

... لبنان، جميل الطبيعة والبنيان، ماذا اقترف شعبه الطيب الواعي المثقف

النظيف العقل الفصيح اللسان ؟؟؟، ليُعاقب بما يؤخّر ويخرّب ويفجّر ويروّع بال الإناث الصغيرات منهن كالكبيرات  بعد الشيوخ والصبيان ، أهو الانتماء الأعمى للطوائف مثل رئيس البرلمان ، مضاف لحزب تابع قلباً وقالباً لدولة إيران ؟؟؟ ، أم ضعف رئيس دولة اختار بين الشعب والمصلحة الذاتية الأخيرة ليُنهي ما تبقَّي له من عمرٍ في أمان ، مُتناسياً أنَّ الرُّتَبَ العسكرية مهما مجّدت حاملها لا ترقَى على موقف مهما كان قصيراً من رِضا أو سخط الشعب الموحَّد الأركان ،  فلا قيمة لمن جعل أيادي لبنان لتتسوَّل القوت من نُظُم الطغيان ، الملطّخة ضمائرها بدم الأبرياء في سوريا كاليمن .

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

الاثنين، يونيو 20، 2016

من المهد إلى هذا الحد

من المهد إلى هذا الحد  
  
من المغرب كتب : مصطفى منيغ
لم يكن النقاش الدائر بيننا ساعتها لملء وقت ضائع ، ولا كانت الأفكار المستخلصة منه عموما مجرد تكسير ما بدا لحظتها المُتَصَدِّي المانع ، ولا ترتبت بحكم سابق حديث (في نفس الموضوع) مدارات تحمِل التطبيقَ في عرف الواقع على أجنحة حلم لليقظة مصارع، ولا ضاقت عرى التضامن لضخ قِوى الضغط وصولاً لعرض مبتكرات عقل منتج لِحَلِّ مُجدي صانع ، ولا تكاثرت المتضاربات بالمتناقضات تنقص لمجريات الحدث أي بريق له لامع ، ولا تمايلت برياح التعصب قامات أقسمت أن تخطط وتناضل حتى انجاز ما تشابكت أيادي أصحابها على تحقيقه عربون تلاحم رائع ، ولا مر الزمان لتُلحِقَ بُناتُه المتضمنة (في القضية ذاتها) النفاق والشقاق والاختناق عن إملاق بالمجموعة المباركة مظاهر اليأس أو القنوط أو التخاذل كما بين سواها شائع، ولا سُمِح بالمُمََيّع الطاغي على النفوس الضعيفة ممارسة ذات التصرفات الذاهبة في غيها المفضوح متصورة ذوي الضمائر الحية مجرد سلع تُشترى باليمين واليسار لها بائع.
... هم زملاء كفاح  سياسي سلمي احتضنتهم مدينة تطوان ذات يوم غسل شتاؤه مسالكها لتبدو عروس شمال ، يستحق طرد الإهمال، المسلط عليه بلا مبرر غير تكريس حال، في انتظار مآل ، لا زال مع الثمانيات للقرن الماضي (عكس الحاضر) بعيد منال ، دعاهم مصطفى منيغ (منسق منطقة الشمال في حزب العمل) لعقد اجتماع تواصلي ، والمشاركة في مناظرة تحمل شعار:"البضائع المهربة بالمغرب بين ترسيخ القانون وإنصاف الفئات التجارية الشعبية"، المقامة في مسرح مونومنتال ليلة الثالث عشر من شهر رمضان المبارك، يترأسهم السيد المدني العلوي ، الكاتب العام الوطني لنقابة العمل والمؤسس الحقيقي لحزب الأمل ، بتنظير وأفكار مصطفى منيغ كما سيتضح فيما بعد . كانت المناظرة ناجحة لأبعد حدود ، حضرها جمهور امتلأت به قاعة المسرح المشيد من سابق عهود، صفق بحرارة للكلمة التي ارتجلها مصطفى منيغ مدافعا عن تطوان ساعة كان الدفاع عنها بمثابة خط أحمر يعرض صاحبه لأفتك خطر ، وبخاصة من طرف هؤلاء السابحين في نهر الملذات المجانية مصاصي رحيق غنائم الشعب المغربي العظيم ،المتبحرين بلا قوارب خوف ، من تجارة المخدرات بشكل فظيع يجعل من المنطقة ضيعة مباحة لهم، وتوابعهم الذين شيدوا لأنفسهم قصورا شبيهة بقصور ألف ليلة وليلة ، وامتلأت لحد الانفجار خزائن المصارف بأموالهم المتعددة القيم المتنوعة المصادر كعملات صعبة .
أيام عصيبة تِيكَ عاشها المناضلون الشرفاء في هذه الناحية المحتلة حتى أواسط خمسينيات القرن الماضي من طرف اسبانيا الجاعلة من "تطوان" منطلق تواجد قواتها عبر مدن "شفشاون" و"العرائش" و "القصر الكبير" وكل المحطات الآهلة خروجاً من مدينة "سبتة" بوضوح التعبير الصريح الساطع. البعض اختار الخضوع والخيانة بخدمتهم مصالح الاستعمار، فورثهم الأخير الجاه والثروة والنفوذ ،ومن أحاط بهم لسبب ما، سامعٌ طائعٌ . والأكثرية من المجاهدين الأحرار تكونت، ولولاها لظلت الناحية في مذلة وخيبة إلى أمد في الانحدار ضالع . صورة مهما نقلها التاريخ المكتوب من بعض المستحوذين على وثائق إدارية تركها المغادرون بلا هوادة إلى بلدانهم الكائنة في الضفة الشمالية للبحر الأبيض التوسط ، يبقى مجرد نقل لإرادة بعيدة عن الراغبة في إنصاف الحقيقة بسرد ما جرى من أحداث بأمانة كتلك الحامل في وجدانه قيمتها الأخلاقية كل عالم دارس متضلع في علوم التاريخ وصنوف تخصصاته ، صورة تتجمد بين خلايا ذاكرة جماعية لشباب تربوا على قيم رفيعة ومنها "حب الوطن من الإيمان"، ترعرعوا وكلهم حماس لتنظيف ارض بلدهم من جنس طغاة أظهر الزمن أنهم نواة فساد، وكل ما شاب المجتمع آنيا من شوائب لا مناص من ذكر العوامل الدافعة بها ليشاهد الشمال المغربي  حتى عقد ونصف مضى لا غير، كل واجهات التأخير والتهميش والإقصاء وزرع موبقات ساهمت لحد كبير في نشر الانحلال الفاحش والتدهور الإنساني والقهر المحروس بعضلات المفسدين في الأرض وفي الخلف من يحميهم حتى السقوط الأخير .
مرحلة قد ينساها من وجدوها سهلة المنال، تلك الفرص التي قفزوا منها على ظهور أسيادهم الشرفاء، الذين دفعهم الحياء، للتخلي عن حقوقهم بدل التطاحن مع من صنعوا بالتحايل وعدم الضمير لوجوههم قناعا يبدون بها عكس ما يضمرون ، لم يكتفوا بتقبيل النِّعل السفلى لأحذية ذوي نفوذ في أماكن معروفة، بل تجاوزوا ذلك للانبطاح مقلدين الحرباء في فن التخفي، ريثما تمر عاصفة الإصلاح المكلف بتشديد مفعولها رجال لازال المغرب يذكر أسماءهم باحترام كبير رغم رحيل جلهم ، لكن الزمن كفيل بكشف ما ظل عن قصد في طي النسيان، خدمة للحق والحقيقة، ومواجهة صارمة بالحجة والدليل حيال غربان تنعق للتمويه فلا يخرج من مسالك أصواتها إلا عواء ذئاب جائعة كعادتها، وإن تمتعت بغير موجب حق، بالعديد من الامتيازات التي استطعنا حصرها بالكامل لنقدمها عربونا للشعب المغربي العظيم ليتيقن من يخدم لصالح الأخير ممن يستغل الشعب لقضاء مآربه تحت أسامي متعددة ضخمة الشكل والشعار، جوفاء الفحوى والجوهر.
ما استطاع الزمن، بما حمله عبر امتداده  من شياطين الإنس عبدة المال ومُتَعِ الجاه والنفوذ الموضوعان في غير محلهما أن يمسح مقياس ذرة واحدة من تربة وجدان أناس عشقوا الحرية وتصرفوا بضمير لا يرضى المذلة ، الصامدين حيال أي إغراء كان . أناس تربوا في بيوت ،مهما كانت متواضعة، ميزها الشرف والإبقاء على الكرامة والعيش بالحلال ، وإن اجتاح، حيثما كانوا، ظلام الظلال والبهتان  . أدركوا أن السقوط في حُفَرِ الانجرار خلف مرتزقة تنفيذ الغدر، للتافه من الأسباب، تصرفٌ مشينٌ آخره وشم عار ملتصق على جباه لم تعد في شيء للموصوفين كانوا بالأخيار عن سابق إيمان.
الحرية ليست كلمات مقذوفات على وجوه من تبوؤوا أركان الزوايا حارسين مستطيل السلطة ، ولا مواقف شجاعة حيال قوى عمياء لا تعترف إلا باتجاه واحد مرفوض لدى الأغلبية ، ولا تَصَرُّف استثنائي شديد المفعول موجه لمعاكسة القائمين على تدبير برنامج يختزل سياسة رسمية خادمة الأقلية الحاكمة في جهات وطن يسير بهم نحو غاية آية في الغرابة ، ولا صراخ مدهش يتعالى من حناجر تثير الصداع الطارقة أدمغة المارين وسط شوارع الحارات العتيقة في مدن شيد جديدها استعمار غاشم حتى استقلال البلاد، لتبقى وصمة عار على جباه من استغل الوطن  كأنه ضيعة خاصة، لما جَفَّت دروع بقرها واعوَجَّت ظهور حميرها ،أضاعها. الحرية أم المسؤولية ومحكمة العقل بالحق من طرف عاقل ميزانه متطور مكيف مع تكنولوجية التكنولوجية ، الحرية والدة الديمقراطية بمفهوم المساواة في فرص الاختيار ، ليكون اللائق في محل لا ريب فيه ، ويُستخرج غير اللائق مما كان يشغله عن رضا وسيط سعى للتخريب وليس البناء . الحرية ليست حزبا في يد من جعله دكانا مملوءا بما يوسع به غروره علانية بلا منبه أو متفقد ممن بيدهم قرار إصلاح صارم يكافئ كل متحايل على القانون في هذا الصدد بما ينزع منه تلك الاستفادة التي لا يستحقها بعد سنين من الترقب والانتظار . الحرية عمل سياسي جماعي موحد الرؤى لدى أطر أقاموا جمعية سياسية منظمة منشغلة على الدوام ما يضيف للمجتمع أية قيمة مترجمة لواقع مفعم بتحسن الحال والإقبال على الأحسن بسلاسة ويسر .
... كانت هذه مجمل الفكر المتضمنة أحاديث مطولة جرت بيني وزمرة من الأصدقاء يتوسطهم السيد المدني العلوي مؤسس حزب الأمل في مدينة الدار البيضاء بإيعاز وتشجيع منا، تلك الفكر لا زالت مدونة في وثائق عملتُ على الاحتفاظ بها لمثل الساعات حيث من الواجب وضع النقط على الحروف ليتذكر التاريخ أن ذاكرته فينا متحركة متى طلب الأمر الإفصاح بخبايا مفسرة بالدلائل .
الضرورة السياسية تتلاشى تلقائيا متى تضاربت المصالح وتداخلت عوامل الفشل في ضبط موازين الرغبة الزائدة على الحد وعدم التخلي عن جشع الاستحواذ اللاشرعي على  المنافع الجماعية الرابطة الدولة ومسؤولياتها في توزيع الثروة الوطنية وموجات الخلل المهيمن على مجالات الانضباط جلها بشكل ينبئ على الانهيار المتفشي بين مقومات وشروط الاستقرار المجتمعي بصفة شمولية . لسنا في حاجة إلى رسم بياني لإدراك خطورة التخطيط المساق من طرف المُسنَدة لهم مهام التدبير المباشر للشأن العام محليا كان الموقع أو مركزيا أكبر وأكثر جسامة لتمثيله نواة النظام المحرك لكل الدواليب القارة الباعثة مقومات استمرارية البقاء بكل الوسائل المدروسة بعناية قصوى قبل الدفع بها إلى التنفيذ . ليست حساسية الموضوع قادرة على زرع الخوف في نفوس المتمكنين من مبادئ تجعلهم طليعة التصريح بواجب الانتباه قبل فوات الأوان واضمحلال فرص التقويم عسى الاضطراب يتوقف عند الحد الغير المؤثر لدرجة عدم العودة للبدء للتفاهم من جديد بطريقة أزيد جدية ونجاعة ما دام الشعب العمود الفقري لكل قرار يحكم مصيره.(يتبع)
مصطفى منيغ


2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
66
67
68
69
70
71
72

الأحد، فبراير 07، 2016

بُرْكانُ بِرْكان

البهاليل
بُرْكانُ بِرْكان
مصطفى منيغ
على اللاإنصاف واللاعدل يغلي بحمم الغضب المجتمعي المجمَّعِة في القعر تترقب المسؤول النزيه المتقي المحب للمغرب وشعب المغرب العظيم حفظه الله ورعاه حتى لا تتعالى ولا أحد يستطيع (آنذاك) على حصرها مهما استعمل ، أو لأي آلة قمع مال ، أو عجن النساء بالرجال ، في أتعس صورة غير عابئ بحرمة الدم على الطرقات إن سال.
 ذاك البركان البَرْكاني المحصور بين عقلاء الضمير والعقل وما تبقى من حكماء الفصل الذين استعملوا المحال، حتى لا يقع ما يعجز عن تصوره البال.
الفساد زاغ، بسبب مَن طَغَى، والعيش مُرٌ باستثناء من في إسطبلات المذلة فوق روث البهائم تمرَّغ ، والسائل الحرام أصفره كالأحمر المبتاع بعرق النكساء، يملأ كل مساء ، تلك الأمعاء، ليقودها النشاط للتفنن في الشطط دون حياء، كأن الدار بلا تاريخ ولا هوية ولا دولة ترعاها من ألفها إلى الياء، كما توصي بذلك القوانين ويرضي عنها باري الأرض والسماء .
لن تكون التعابير قاتمة بعد اليوم ، ولا غامضة في الغد لدى العموم ، للإشارة الصريحة لناثري السموم ، ومكدسي الغم الحالي على المتوارث من الهموم ، الباقية (بتصرفاتهم) برتقالة "بركان" مسقية بعبرات عمال الحقول يشتكون للأيك المحمل أشجاره بالمُصَدَّر للغرب والشرق ، عن طعنة الاحتكار في ظهر من صبر خوفا من إملاق ، ما دام الظرف ضد الفرد إن طالب بما يعود إليه كحق .
إنسانية الإنسان ، في مثل المكان، خذلها هذا الزمان، بظهور بعض فاقدي حاسة الحنان ، المستولين على أغلبية أرزاق ساكني "بركان" ، دون تقديم مقابل يصب في تنمية المدينة داخل أي ميدان .
حوامض هذا الثرى ، في الداخل كالخارج منتشرة ، وعن ذلك غير الثرثرة لا شيء نرى ، إن تجولنا في أحياء معينة نشعر بالفوارق تولول كالحاصل في القرى ،التابعة لها (عند الاستحقاقات الانتخابية) أو المجاورة، بعض وجوه بسمات مكفهرة ، وأخرى تبدو (حقيقة) مقهورة ، نساء يصارعن على البقاء داخل بيوتهن منتظرات الفرج حماية للشرف وحفاظا على بقايا تربية أصيلة مفعمة بالحشمة والوقار والأفعال الخيِّرة النيرة ، وأخريات ساقهن التأثر بإدعاء حداثة غير مفهوم إقامتها داخل مجتمع فاقد لأبسط حقوق المواطنة الحقيقية وليس الموعود بها كحلول من طرف ساسة يحيون فرصة أخرى، متجددة للضحك على الجميع لغاية معلومة بنتائج لن تسرهم قطعا يفاجؤون بها  هذه المرة. 

موشحة بالسواد تعاطفا مع اسمها "أبركان" الامازيغي ومعناه بلغة الضاد " أسود"، ووفاء لدوار كَبُرَ وتوسَّع حول قبر المؤسس الولي الصالح أمحمد أبركان بن الحسن بن المخلوف الراشدي المتوفى عام 868 ه ذي الأصل الجزائري وتحديدا من منطقة جبل راشد ، تنبسط في سهل "تريفة" الغنية تربته  ، في شمال المغرب الشرقي موقعها ، حيث أقام زعيم بدرجة ملك هو "منكوش" أمزيغي في عصر غابر  أقدم من القِدم مذكور في تاريخ "بني يزناسن" ، ويكفى هذه المدينة قربها ل"تافوغالت" حيث الحضارات شَرَّفَها الانبعاث أو المُرور، من أو على، هذا المكان المليء بالهيبة كخزان للإنسانية وكتاب صخري دوَّن على امتداد عصور ما قبل العصور ما ترك بصماته على زمان الحياة البشرية فوق الأرض برمتها، الجاذب أهم الباحثين في التخصصات التراثية، عساهم واجدون الإجابات الصحيحة المعلنة عن نفسها بالدلائل العلمية، النائية عن الشك، القريبة يقينا من الواقع ، وهكذا تجلى حيالهم ما جعلهم يتسابقون في إعلان النتائج على سكان العالم مبشرين أن هنا في مغارة "الحمام" وشقيقتها الطبيعية "الفرس عُثر على أول حلي تجمَّلت به امرأة على الأرض إطلاقا، مما يؤكد أن للمغرب مكانة متقدمة في الأصل البشري ، إن أهملها عن (نية حسنة) فقد جاء من يُذكِّره بذلك (علماء منتسبين لمختلف جامعات الغرب المحترمة) خدمة لحقائق ظلت مغمورة لأسباب لم تعد خفية كأشياء أخرى واصلون بعون الحي القيوم ذي الجلال والإكرام على ذكرها .  (يتبع)

الخميس، سبتمبر 02، 2010

حال الطكسيات ومحطة التكسيات

في مقابلة مع جريدة السياسي العربي ، حسن الوالي يصرح:
مدير المديرية الافليمية لوزارة التجهيز والنقل بصفرو تهرب من مقابلتنا
التفاصيل قريبا ...
البهاليل